الاثنين، 4 يناير 2010

كتاب الإعجاز الصوتي لأستاذ اللدكتور عبد احميد هنداوي

المقال الأول
عرض لكتاب "الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم"
أ.د/عبدالحميد هنداوي
الأستاذ بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة
منشور بالدار الثقافية بالقاهرة
الأستاذ الدكتور عبدالحميد هنداوي من الأعلام الذين أثروا المكتبة الإسلامية والعربية بالعديد من الكتب النافعة التي تحاول أن تبني نهضة جديدة مؤسسة على: العلم الصحيح، والفهم السليم، والعمل السديد.
فالدكتور عبدالحميد هنداوي ولد سنة 1962م بالقاهرة، وحفظ القرآن الكريم في الصغر، تخرج في دار العلوم سنة 1984م، وكان ترتيبه الأول، وكان ذلك بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وهو الآن أستاذ مساعد بقسم البلاغة والنقد الأدبي بدار العلوم.
أما كتابه "الإعجاز الصوتي في القرآن الكريم"، فهو خطوة مكملة لنظرية الإعجاز البلاغي والأسلوبي للقرآن الكريم التي وقف دراسته على استجلائها في دراسته للجانب الصوتي والجانب الصرفي، وكذلك في دراسة حالية له عن المعجم القرآني (تحت الطبع) لتكتمل لديه فروع تلك النظرية المتكاملة.
ولنا مع كتاب "الإعجاز الصوتي" وقفة؛ حيث لا تزال قضية الإعجاز القرآني تشغل بال الباحثين إلى يومنا هذا، ولا عجب في ذلك فالقرآن هو الكتاب الخالد الذي لا تنقضي عجائبه.
وقضية الإعجاز الصوتي للقرآن الكريم هي من القضايا التي لم تنل القدر الكافي من عناية الباحثين بها، فلا تعدو دراسات الباحثين في هذا المجال أن تكون مجرد إشارات سريعة عاجلة، أو مجرد خواطر ولمحات عند بعض الكلمات القرآنية، فضلاً عن أن الذين تعرضوا لدراسة هذا الموضوع لم يتعرضوا لدراسته من جميع جوانبه، وإنما اقتصرت دراساتهم على بعض الجوانب دون بعضها، وبنظرة غير متمحضة لدلالة الأصوات وحدها.
كذلك فإن كثيرًا من الدراسات التي تمحضت لدراسة الأصوات في القرآن قد اقتصرت في دراستها على الدراسة البحتة للأصوات، ولم تقم باستثمار تلك الدراسات أو تطويرها لبحث الأثر الجمالي أو الدلالة الفنية لتلك الأصوات، أي أنه لم يحدث ربط بين تلك الدراسات وعلم البلاغة أو الأسلوب في الغالب.
لذلك فقد رأى د.هنداوي وفي ضوء تلك الطفرة البحثية الحديثة في الدراسات الجمالية للغة القائمة على الإفادة من الدراسات الأسلوبية _ ضرورة استثمار الدرس اللغوي الأسلوبي المعاصر لاسيما في مجال الأصوات القرآنية.
وقد جمع د.هنداوي في الجانب النظري من البحث بين الدراسة التاريخية التي ترصد التوظيف الفني والبلاغي للأصوات في تراثنا اللغوي عبر العصور المختلفة، والدراسة التنظيرية لهذا المستوى التعبيري من خلال مقولات القدماء سواء في تراثنا اللغوي والبلاغي، وكذلك مقولات المحدثين لاسيما في مجال الدراسات الأسلوبية الحديثة.
كذلك فقد اشتمل القسم النظري على تعريف للإعجاز القرآني والمقصود به في إطار تلك الدراسة المتعلقة بجانب من جوانبه، فأكد أن إعجاز القرآن ينافي القول بالصرفة، وأخذ في تأصيل الحديث عن دلالة الأصوات عند قدامى النحاة واللغويين، وكذلك عند متأخري البلاغيين، ثم عرج على الدلالة الصوتية في الدراسات الحديثة التي رأى فيها اهتمام الدراسات الأسلوبية بدراسة الأصوات في إطار بحث العلاقات المتبادلة بين الدوال والمدلولات، ثم ذكر طبيعة العلاقة بين الأصوات ودلالاتها الإيحائية في الدراسات الحديثة، ومدى توافق علم الأسلوب مع علم اللغة في الاهتمام بالجانب الصوتي، ثم وضح العلاقة بين اللفظ والمعنى وأكد على أنها تعم جميع الظواهر اللغوية بما في ذلك المستوى الصوتي، ووضح طبيعة العلاقة بين الأصوات وإيحاءاتها الدلالية.
أما في القسم التطبيقي، فقد انقسمت الدراسة من حيث النظرة الأسلوبية إلى الظواهر الصوتية في القرآن إلى المباحث التالية:
1-الاختيار الصوتي. 2-العدول الصوتي. 3-التكرار الصوتي.
كذلك فقد وقفت الدراسة من خلال المباحث الثلاثة السابقة عند بعض الظواهر الصوتية البارزة في القرآن الكريم مثل:
1-ظاهرة المدود القرآنية. 2-ظاهرة الغنَّة. 3-ظاهرة الفواصل القرآنية.
ومن الأمثلة التي ذكرها د.هنداوي عن الاختيار الصوتي في القرآن كلمة ﴿كُبْكِبُوا﴾ في قوله تعالى: ﴿فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ﴾[الشعراء: 94].
وذلك أن الفعل (كبكب) مضعف للمقطع (كب)، فيدل ذلك على تكرار الكب وتتابعه، كما يدل على الاجتماع والتراكم والتراكب لأهل النار بعضهم فوق بعض وتتابع كبهم وإلقائهم في النار على وجوههم في دركات الجحيم المتتالية.
ومن هذا النوع أيضًا نجد الفعل ﴿زُحْزِحَ﴾ وذلك في قوله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾[آل عمران:185].
فكلمة (زُحزح) في الآية الأولى، تحاكي عملية الزحزحة وتصورها؛ وذلك أن الزحزحة لا تتم دفعة واحدة؛ وإنما تتم على مرات متكررة ومحاولات متعددة لتحريك شيء ثقيل من مكان ثابت فيه، ولذا فإنه لا يتأتى نقله منه مرة واحدة؛ ولذا يحتال على ذلك بتحريكه شيئًا فشيئًا، وكذلك نجد أنه فعل (زحزح) مضعف المقطع (زح) يعبر بتضعيفه وتكراره عن هذا الحدث ويصوره أتم التصوير.
ومن ذلك كلمة ﴿يُدَعُّونَ﴾ في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا﴾[الطور: 13].
فهذه الكلمة بما تشتمل عليه من حروف مادة (دعّ) مضعفّة العين تجانس صوت الدعّ والدفع، وكأنها حكاية لصوت المدفوع دفعًا شديدًا حيث يقول (أع – أع).
ولما كان (الدَّع) أقوى من (الدفع) جرسًا ومعنى لذا آثرت الآية التعبير بالدَّعِّ دون الدفع، وهنا يظهر أثر الاختيار حيث تتضح مزية الكلمة المختارة على بدائلها المتاحة التي تشترك معها في حقل دلالي واحد كما تتضح القيمة الخلافية للحرف كقيمة فارقة بين الدلالات المعجمية.
ومن ذلك أيضا لفظ ﴿أُفٍّ﴾ في قوله تعالى: ﴿إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا﴾[الإسراء:23].
فإن هذه الكلمة (أُفٍّ) هي محاكاة صوتية تامة لفعل المتأفف وصوته حيث يقول لما يكرهه ويثقل عليه: أُف.
ومن الأمثلة كذلك في سورة الحاقة قوله تعالى على لسان المؤمن الذي يؤتى كتابه بيمينه: ﴿فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ﴾[الحاقة:19].
فكلمة (هاؤم) بمد الهاء تعبر تماما عن صوت الفرح المستبشر وهي حكاية تامّة ومباشرة لفعله فإن الفرح المستبشر إنما يرفع صوته ويقول: (ها)، وهذا الذي أُتي كتابه بيمينه ليس أحد أشد فرحة منه، فهو يرفع صوته منبهًا أهل المحشر جميعًا أن ينظروا إليه ليروا فوزه وسعادته فيقول موظفًا حرف التنبيه (ها) هذا التوظيف الصوتي الرائع لحكاية فرحته: هاؤم.
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى﴾؛ حيث نجد أن هذه الكلمة ﴿ضِيزَى﴾ ليس لها من انسيابية النطق وجمال الوقع على الأذن ما للكلمة المرادفة لها "جائرة" لكننا نجد أنها في موقعها من قول الله تعالى في سورة النجم يخاطب المشركين: ﴿أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الأُنْثَى (21) تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى﴾ [النجم:21-22] دالة أبلغ دلالة على المراد، وهو فساد القسمة، وحيفها بشكل يولد في النفس -عند نطق الكلمة- إحساسا بثقلها وبغضها، والنفور منها، وهي دلالة لا تتفجر من الكلمة السابقة أو غيرها من البدائل المطروحة لكلمة (ضيزى) مثل: (ظالمة - فاسدة) ومن ثم فالمبدع يختار هذه الكلمة من بين هذه الخيارات أو البدائل المطروحة التي تتيحها اللغة لكون هذه الكلمة هي أكثر مناسبة لسياقها بذلك التشكيل الصوتي الذي اشتملت عليه.
وكذلك كلمة ﴿اثَّاقَلْتُمْ﴾ من قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلا قَلِيلٌ﴾ حيث نستشعر صولة واضحة في نطقها، وهي ليست خفيفة الوقع كذلك على الأذن، وذلك على خلاف ما نراه في كلمة بديلة وهي "تثاقلتم" بيد أن الأولى بتشكيلها الصوتي أقوى على تصوير المراد والإيحاء به؛ إذ ترسم صورة مجسمة للتباطؤ الشديد، وتثير في خيال قارئها وسامعها صورة ذلك الجسم المتثاقل يرفعه الرافعون في جهد فيسقط من أيديهم في ثقل وحينما نوازن بين السمات الصوتية لهذه الكلمة وبين سياقها نجد أنها قد جاءت معبرة تمام التعبير عن الفكرة التي سيقت لأجلها من نظائرها من نحو: (تباطأتم _ تلكأتم _ تأخرتم _ تقاعدتم... إلخ).
وإذا كان أصل المعنى يمكن التعبير عنه بأي واحدة من هذه البدائل وتلك الخيارات المطروحة؛ فإنه يبقى بعد ذلك للصيغة المختارة تميزها من حيث المواءمة ودقة المناسبة الفنية بينها وبين السياق والمقام.
ومن ذلك أيضًا كلمة ﴿أَنُلْزِمُكُمُوهَا﴾ في قوله تعالى على لسان نوح u مخاطبًا قومه حينما أعرضوا عن دعوته قائلين: ﴿مَا نَرَاكَ إِلا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾[هود: 37-38].
فلو استبدلنا هذه الكلمة بقولنا: "أنلزمكم بها"، أو "أنلزمكم إياها" لما أوحت بما توحي به هذه الكلمة من الثقل وصعوبة التحمل، والإكراه على حمل شيء ينفر هذا المدعو إليه من حمله، ويستثقله بل ويأنف منه، وتشمئز منه نفسه.
ومن الأمثلة التي ذكرها د.هنداوي عن العدول الصوتي قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الفتح:10].
فالملاحظ في هذه الآية أنها هي الآية الوحيدة في القرآن التي جاء ضمير الغائب الموصول فيها مضمومًا؛ لأن القاعدة الشائعة في مجيئه في القرآن هي الكسر فيقال: (عليهِ) بالكسر لا بالضم؛ وذلك كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ﴾.
وإذا تأملنا سياق الآية وجدناها عن مبايعة المؤمنين لرسول الله r، وتعظيم الله تعالى تلك البيعة ووصفها بأنها مبايعة له سبحانه، وإذا كانت البيعة لله رب العالمين فإن حقها التفخيم والتغليظ والتشديد والتوثيق، وأمر آخر يكشف عن القيمة الفنية لهذا العدول الصوتي، وهو أن حركة الحرف السابق على لفظ الجلالة يؤثر فيه بالتفخيم والترقيق حسب القاعدة الصوتية لنطق هذا اللفظ في القرآن الكريم؛ فإذا جاءت الهاء في (عليه) مكسورة كانت اللام من لفظ الجلالة مرققة، أما حيث جاءت الهاء مضمومة فإن اللام من لفظ الجلالة تنطق مفخمة فيتناسب تفخيم لفظ الجلالة مع ما يقتضيه السياق من تعظيم المُعَاهدَ، وتفخيم شأنه، والتحذير من نكث العهد معه.
ومن مواضع العدول الصوتي العجيبة في القرآن الكريم كذلك لفظ ﴿يَهِدِّي﴾ في قوله تعالى: ﴿قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ [يونس:35].
حيث الطريقة النطقية الدالة على البطء الشديد في الهداية، ويستفاد ذلك البطء من كسر الهاء التي تأتي من أقصى الحلق ليصطدم الصوت بالدال الأسنانية المشددة المكسورة التي يظل الصوت حبيسا عندها لتضعيفها، ثم يتمادى به في الهوي مع الياء الممدودة مدًّا طويلاً، لوجود سبب المد بعده وهو همزة ﴿إِلا﴾ ليوحي ذلك المد بطول طريق الهداية مع بطئها الشديد كذلك.
ثم يزداد عجبك بعد ذلك إذا تأملت أن تلك الهداية مع بطئها وطولها الشديد وتراخيها الأبدي منفية كذلك على كل حال، فهؤلاء الشركاء لا يهدون أبدًا بحال من الأحوال؛ إلا أن يهدوا، ولا تكون الهداية إلا من الله تعالى، فهم لا يهدون أصلا من قبل أنفسهم.
ومن أمثلة التكرار الصوتي التي أوردها د.هنداوي التكرار في سورة القمر؛ حيث يعد التكرار في هذه السورة من أهم عناصر الإعجاز الصوتي بها؛ حيث تم توظيفه بطريقة متناغمة ومنسجمة مع الغرض العام الذي سيقت السورة لأجله.
إن الناظر في هذه السورة الكريمة يكاد يستشعر أن التكرار يكاد يمثل الغاية والوسيلة معا في هذه السورة، فالغاية أو الغرض من هذه السورة هو عرض صور النذارة المتكررة لإزعاج هؤلاء الغافلين. ومن ثم نستطيع أن نلمح صور التكرار في هذه السورة ممثلة في:
الصورة الأولى: تكرار الآيات الكونية المنذرة بقرب الساعة وعذاب الكافرين ممثلة في: انشقاق القمر- الطوفان وسفينة نوح u- ريح قوم عاد- ناقة ثمود- إهلاكهم بالصيحة- إهلاك لوط بالحاصب- الآيات التي جاء بها موسى لفرعون وقومه- إهلاك فرعون وقومه لما كذبوا بالآيات.
الصورة الثانية: تكرار الآيات السمعية ممثلاً في: ﴿وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنَ الأنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ﴾ [القمر:4]
الصورة الثالثة: تكرار ذكر الرسل وبعثهم ونذارتهم لأقوامهم (قوم نوح وعاد وثمود ولوط وآل فرعون وأهل مكة)
الصورة الرابعة: تكرار مصارع المكذبين من الأمم السابقة
الصورة الخامسة: تكرار إنجاء المؤمنين من الأمم السابقة
الصورة السادسة: تكرار الامتنان علي العباد بنعمة تيسير القرآن للذكر أربع مرات
الصورة السابعة: تكرار الحض على التذكر والاتعاظ مرارا "فهل من مدكر" ذكرت ست مرات.
الصورة الثامنة: تكرار النذارات إلى العباد بصورها المختلفة وقد تكررت كلمة (النذر) بلفظها في هذه السورة عشر مرات كما تكررت النذارة بمادتها ومعناها أكثر من ذلك .
الصورة التاسعة: تكرار لفظ العذاب سبع مرات منسوبا ـ في ست منها ـ إلى الله تعالى (عذابي)، وتكرار الإذاقة للعذاب مرارا حيث تكرر لفظ "فذوقوا عذابي ونذر" مرتين، وتكرر لفظ (ذوقوا) ثلاث مرات بعد قوله تعالى "ذوقوا مس سقر".
الصورة العاشرة: تكرر لفظ (الزجر) بمادته مرتين (مزدجر) آية: 4، (وازدجر)آية:9
الصورة الحادية عشر: تكرار لفظ الأخذ بمادته مرتين في ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ﴾[القمر:42].
-وبعد هذا التطواف في سيرة الدكتور هنداوي ومسيرته يتضح لنا صعوبة الطريق الذي اختطه لنفسه، والذي لا يرضى عنه بديلا، وننبه أن هذا هو الدرب الذي يجدر بالباحثين النابهين أن يقتفوا أثره من خلاله، وأن يجدوا العزم والسير لرفعة هذا الوطن، والمساهمة الفعالة في بناء حضارته الحديثة.