الجمعة، 8 مايو 2009

قصيدة للدكتور عبد الحميد هنداوي في الانتصار للرسول ص نشرت في مجلة النادي الأدبي بمكة 1429هـ

لأحمدَ الشوقُ زاد فارتقى قِمماً
بنهجِ بُردَة من قد فاز بالقِدَمِ
بل فاز بالسبق في نظم غدا دررا
في نظم مُفْتَتح منه ومُخْتَتَمِ
أمن تَذكر بدرٍ طاف بالظُّلَم
فأطْلَعَ النّورَ بالعلياءِ من إضَمِ
وأرسل النُّور في الدُّنيا برمَّتها
فنورُ أحمدنا يُزْري بذي النُّجُمِ
فحلَّ بالكون نُورٌ دونه انكسفت
عُيونُ قوم عَشت عن نورهِ الحدِم
لأجل ذاك فقلبي منه في خَفَقٍ
لأجل طيفٍ سرى، بالدمع مُسْنجِمِ
يا صاحبي بغُيتي في الخيِر أعْرِفُهُ
هلاّ ذكرتَ لنا بعضاً من الشَّيَمِ
هَّلا ذكرت له وصفا يعّرفُهُ
فاذكر له مطنبًا بحرًا من الكلِم
وجاهلُ المصطفى الجهلُ شيمتُه
إن الرسولَ له وسمٌ من القيَمَ
أخبرتني وصفه بصالح السُّنن
وصورةُ المصطفى لم تُنم بالقلم
بل حُبُه كائنٌ في القلب يسكنه
يحظى به حِبّه في الصبح والغَسمَ
فصورة المصطفى دوما تذكرني
بعهده بالتقى في الصحو والنوم
إن الرسول له نورٌ يضيء لنا
فاقبسْ من النور ما يهدي إلى العَلَمِ

فاذكرْ بمْبعَثه شمساً بذي زُحَلٍ
واذكرْ بهجرتهِ بدرا بذي ظُلَمِ
واذكرْ هدايتَهُ أعرابَ جافيةً
قلوبهُمْ عن هدي المبعوثِ بالحِكَمِ
يظلّ يتلو من الآيات في وضح
من النهّار وجلّ القوم في صمم
يبيت ليلته يتلو فرائده
وينقضي الليل ما يشبع ذوو النهَّمِ
لن يؤمنوا أبدًا ورب أحمد ما
لم يسلموا بزمامهم لذا الحكم
أهدي إليه مقاليد النهى القَدَرُ
تفضي إلى الرّحمةِ المهداةِ للأممِ
يفوق وصفُ رسولِ الله في الخلق كلَ

لهمْ سُحبانهم والقسَّ ذا القَدَمِ
إذا تكلم سال الدرُّ من فمِه
فتمتري أوَ لؤلؤ من الكِلم
يفوق في الجود كل ذي كرم
هل حاتمُ يرتقي لمنبع الكرم
محمد خيرة الأقوام كلَّهمُ

وخيرة ُالناسِ من عُرْبٍ ومن عَجَمَ
لا يضرب العبد والنّسوان من سَفَرٍ
ويحمل الكلّ والمضرور من عَدَم
يقري ضعيفا إذا ضلّ السيل به
فعند أحمد يُقري الضيف باللُّحمِ
فاذكرْ به الجود في أعلى مكانته
فجود أحمدنا في غاية العِظَمِ
طابت يداه ففاضت بالندى عَبقاً
فأمطرتْ من نداهُ الخيرَ كالدَّيم
يعطي عطاءً إذا ضَنَّ السُّراةُ به
يظَلُّ يُنْفقُ لا يخشى مِن العَدَمِ
ما قال قط لا لولا تشهدُهُ
ودونها نَعَمُ تُزرِي على النَّعَمِ
يُغضِى حياء ويُغضْيَ من مهابتَِه
وما يُكلّمُ إلا عند مُبْتسَمَ
إذا تبسّم فاحَ العطْرُ من فمِهذ
وتستحي من شذاهُ الزُّهر بالغِممَِ
إذا مشى تُطوى له الأرضُ طائعَةً
ويركبُ الأرضَ إذ منقادُ باللجُمِ
يمشي الهُوينى وهذي الأرضُ تحملُهُ
كأنما الحجرُ المنصبُّ من عَلَمِ
تفوق ضربتُه بالسيف عنترَهم
ركانه قد عقرت يداه كالجذمِِ
فاذكر شجاعته في كلّ نائبةٍ
فهمّه المصطفى تعلو على الهِمَمِ
إذا أثاروا أثاروا منه ذا لُبد
يخشاه في بأسِه شاكي السلاح كمى
بينا ترى أحمدا أُسْدَ السّرى فترى
في وجهه بأسًا كالثاقب الضّرِم
فالفاتح والدَّاعي للخير غُرَّتُهَ
تفيضُ بالبشر عند الحارث الغمم
يدعوا إلى الصفح إن يجنح له أحدُ
فعنده مبتغى في الخير والسّلَمِ
محمدُ خيرهُ الهادين والرُّسُل
وخيرةُ الله من نسل ومن نَسَمِ
محمدُ صفوةُ الداعين كلهَّمُ
محمدُ خير من يمشى على قَدم
محمدُ ماجدُ حِلمُ يُزَيَّنُه
ما ضَرّ أحمد جهلُ، من بذِي كلم
ما ضَرَّ أحمدَ أن يدعوه ذو سَفَهٍ
يوما مُذَّمم أو يهجوه ذو رجم
يهجو مُذَّممَ والمبعوثُ أحمدُنا
ولا مُذَمًّمَ غيرُ مفترى التُّهَمَ
ما ضَرَّ جاهَل يارسولُ حاقدُهم
يوما ولانا وأنك أبعدُ النُّجُمِ
فالقلبُ ينبحُ بالجوزاء يرقبها
فلا ينال سوى التوبيخ والذّمَم
سرت نبوءة هُزْءٍ من ذوي حَسَدٍ
فأشعلت نار قلب من ذوي هِمَمِ
تخطّفَت مهجًا من خيرة العرب
وأشعلت نار حقد من ذوي عَجمِ
جهلٌ بحقّ رسول الله من نَفَر
ضلت عقولهم يوما من الدهم
فأشعلوا نار حرب لا هواد بها
إذ يستهان بحق ساكن الحزم
صلى عليه الملك ما دعا كرب
وما دعا مسلم بصالح الكلم
وما دعا سائل ببرء عليه
وما اشتكى مبرح من فادح السقم
طلبت في طبه داء يعاودني
فأخبر الحذق أن الداء في عظن
ولا سبيل لكي أشفى من الألم
سوى دموع تروي صادق الندم
فاسكب من الدمع ما يحيا الفؤاد به
إن السحاب ليحيى هاطل الديم
واتبع سبيل الرشاد إنه سب
تلقى به أحمد في يوم مزدحم
تلقى به الحاشر المتبوع سنته
يوما لدى خوضه يطفى لهيب ظمي
فلتهتدوا بهدي المبعوث بالقلم
كي تظهروا في بلاد العرب والعجم
قوموا لنصرته تخشاكم الأمم
يا خير أمة مبعوث من القدم
هذي سبائكنا من عسجد الكلم
أعددتها طلبا شفاعة العلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق