الجمعة، 8 مايو 2009

تابع المذاهب الأدبية الحديثة
الواقعيةالواقعية مذهب أدبي فكري مادي ، يصور الحياة كمادة ويرفض عالم الغيب ..ويرى أن الإنسان عبارة عن مجموعة من الغرائز الحيوانية، ويتخذ كل ذلك أساساً لأفكاره التي تقوم على الاهتمام بنقد المجتمع وبحث مشكلاته مع التركيز على جوانب الشر والجريمة، والميل إلى النزعات التشاؤمية وجعل مهمة النقد مركزة في الكشف على حقيقة الطبيعة كطبيعة بلا روح أو قيم. التأسيس وأبرز الشخصيات:ارتبطت نشأة المذهب الواقعي بالفلسفات الوضعية والتجريبية والمادية الجدلية التي ظهرت في النصف الأول من القرن التاسع عشر وما بعده، وسارت الواقعية في ثلاث اتجاهات:* الواقعية النقدية* والواقعية الطبيعية* والواقعية الاشتراكية.وللواقعية أعلام في شتى فروعها:أعلام الواقعية النقدية:القصاص الفرنسي أنوريه دي بلزاك 1799-1850م ومن قصصه روايته المشهورة "الملهاة الإنسانية" في 94 جزءاً، صور فيها الحياة الفرنسية بين عام 1829-1948م. الكاتب الإنكليزي شارل ديكنز 1812-1850م وله الرواية المشهورة "قصة مدينتين". الأديب الروسي تولستوي 1828-1910م وله القصة المشهورة "الحرب والسلام". الأديب الروسي دستوفسكي مؤلف "الجريمة والعقاب".والأديب الأمريكي أرنست همنجواي 1899-1961م وله القصة المشهورة "العجوز والبحر" وقد مات منتحراً. أعلام الواقعية الطبيعية:أميل زولا الأديب الفرنسي 1840-1920م مؤلف قصة "الحيوان البشري" وفيها يطبق نظريات دارون في التطور، ونظريات مندل في الوراثة، وكلود برنار في الطب. جوستاف فلوبير 1821-1880م الأديب الفرنسي ومؤلف القصة المشهورة "مدام بوفاري". أعلام الواقعية الاشتراكية:مكسيم جوركي 1868-1936م كاتب روسي، عاصر الثورة الروسية الشيوعية، ومؤلف قصة "الأم".مايكو فسكي 1892-1930م وهوشاعر الثورة الروسية الشيوعية، وقد مات منتحراً.لوركا 1898-1936م وهو شاعر إسباني. بابللو نيرودا 1904-1973م وهو شاعر تشيلي. جورج لوكاش وهو كاتب فرنسي حديث.كما كان من أعلامها: روجيه جارودي – وهو مفكر فرنسي اهتدى إلى الإسلام وسمى نفسه رجاء جارودي ..الأفكار والمعتقدات:تشعب المذهب الواقعي، كما تقدم، إلى ثلاثة اتجاهات.* الواقعية النقديةومن أفكارها: الاهتمام بنقد المجتمع ومشكلاته. التركيز على جوانب الشر والجريمة.الميل إلى التشاؤم واعتبار الشر عنصراً أصيلاً في الحياة. المهمة الرئيسية للواقعية النقدية الكشف عن حقيقة الطبيعة. اختيار القصة وسيلة لبث الأفكار .* الواقعية الطبيعية:تتفق مع الواقعية في جميع آرائها وأفكارها وتزيد عليها:التأثر بالنظريات العلمية والدعوة إلى تطبيقها في مجال العمل الأدبي.الإنسان في نظرها حيوان تسيره غرائزه، وكل شيء فيه يمكن تحليله، فحياته الشعورية والفكرية والجسمية ترجع إلى إفرازات غددية. *الواقعية الاشتراكية:وقد نادت بها الماركسية ومن أفكارها: إن النشاط الاقتصادي في نشأته وتطوره هو أساس الإبداع الفني، لذلك يجب توظيف الأدب لخدمة المجتمع حسب المفهوم الماركسي.العمل الأدبي الفني عليه أن يهتم بتصوير الصراع الطبقي بين طبقة العمال والفلاحين وطبقة الرأسمالية والبرجوازيين، وانتصار الأولى التي تحمل الخير والإبداع على الثانية التي هي مصدر الشرور في الحياة.رفض أي تصورات غيبية، وخاصة ما يتعلق منها بالعقائد السماوية................مراجع للتوسع:نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد، د. عبدالرحمن رأفت الباشا- ط. جامعة الإمام – الرياض.مذاهب الأدب الغربي، د. عبد الباسط بدر. نشر دار الشعاع-الكويت.المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية، د. نبيل راغب- مكتبة مصر-القاهرة. الأدب المقارن، د. محمد غنيمي هلال – دار الثقافة- بيروت.الأدب المقارن، مايوس فرانسوا غويار (سلسلة زدني علماً).المذاهب الأدبية الكبرى، فيليب فان تيجيم (سلسلة زدني علماً .

الرمزية مذهب أدبي فلسفي ..، يعبر عن التجارب الأدبية والفلسفية المختلفة بواسطة الرمز أو الإشارة أو التلميح.
والرمز معناه الإيحاء، أي التعبير غير المباشر عن النواحي النفسية المستترة التي لا تقوى اللغة على أدائها أو لا يراد التعبير عنها مباشرة.ولا تخلو الرمزية من مضامين فكرية واجتماعية، تدعو إلى التحلل من القيم الدينية والخلقية، بل تتمرد عليها، متسترة بالرمز والإشارة.وتعد الرمزية الأساس المؤثر في مذهب الحداثة الفكري والأدبي الذي خلفه. التأسيس وأبرز الشخصيات:رغم أن استعمال الرمز قديم جداً، كما هو عند الفراعنة واليونانيين القدماء إلا أن المذهب الرمزي بخصائصه المتميزة لم يعرف إلا عام 1886م حيث أصدر عشرون كاتباً فرنسياً بياناً نشر في إحدى الصحف يعلن ميلاد المذهب الرمزي، وعرف هؤلاء الكتاب حتى مطلع القرن العشرين بالأدباء الغامضين.وقد جاء في البيان: إن هدفهم "تقديم نوع من التجربة الأدبية تستخدم فيها الكلمات لاستحضار حالات وجدانية، سواء كانت شعورية أو لا شعورية، بصرف النظر عن الماديات المحسوسة التي ترمز إلى هذه الكلمات، وبصرف النظر عن المحتوى العقلي الذي تتضمنه، لأن التجربة الأدبية تجربة وجدانية في المقام الأول".ومن أ برز الشخصيات في المذاهب الرمزية في فرنسا وهي مسقط رأس الرمزية:الأديب الفرنسي بودلير 1821-1967م وتلميذه رامبو. ومالارراميه 1842-1898م ويعد من رموز مذهب الحداثة أيضاً. بول فاليري 1871-1945م.وفي ألمانيا ر.م. ريلكه وستيفان جورج.وفي أمريكا يمي لويل.وفي بريطانيا: أوسكار وايلد. الأفكار والمعتقدات:من الأفكار والآراء التي تضمنتها الرمزية: الابتعاد عن عالم الواقع وما فيه من مشكلات اجتماعية وسياسية، والجنوح إلى عالم الخيال بحيث يكون الرمز هو المعبر عن المعاني العقلية والمشاعر العاطفية.البحث عن عالم مثالي مجهول يسدُّ الفراغ الروحي ويعوضهم عن غياب العقدية الدينية، وقد وجد الرمزيون ضالتهم في عالم اللاشعور والأشباحُ الأرواح. اتخاذ أساليب تعبيرية جديدة واستخدام ألفاظ موحية، تعبر عن أجواء روحية، مثل لفظ الغروب الذي يوحي بمصرع الشمس الدامي والشعور بزوال أمر ما، والإحساس بالانقباض.وكذلك تعمد الرمزية إلى تقريب الصفات المتباعدة رغبة في الإحياء مثل تعبيرات:الكون المقمر، الضوء الباكي، الشمس المرة المذاق.. إلخ. تحرير الشعر من الأوزان التقليدية، فقد دعى الرمزيون إلى الشعر المطلق مع التزام القافية أو الشعر الحر وذلك لتساير الموسيقى فيه دفعات الشعور. الجذور الفكرية والعقايدية:لقد انبثقت الرمزية عن نظرية المثل لدى أفلاطون، وهي نظرية تقوم على إنكار الحقائق الملموسة، وتعبر النظرية عن حقائق مثالية، وتقول: إن عقل الإنسان الظاهر الواعي عقل محدود، وأن الإنسان يملك عقلاً غير واعٍ أرحب من ذلك العقل.وفي أواخر القرن التاسع عشر تجمعت عوامل عقدية واجتماعية وثقافية لولادة الرمزية على يد: بودلير وغيره من الأدباء: العوامل العقدية: وتتمثل في انغماس الإنسان الغربي في المادية التي زرعتها الفلسفة الوضعية، ونسيان كيانه الروحي، وقد فشلت المادية والإلحاد في ملء الفراغ الذي تركه عدم الإيمان بالله.العوامل الاجتماعية: وتتمثل في الصراع الاجتماعي الحاد بين ما يريده بعض الأدباء والمفكرين من حرية مطلقة وإباحية أخلاقية، وبين ما يمارسه المجتمع من ضغط وكبح لجماحهم، مما زاد بتأثرهم بنظرية المثل الأفلاطونية وكتابات الكاتب الأمريكي ادجار آلان بو –الخيالية المتميزة.العوامل الفنية: وذلك باعتقادهم أن اللغة عاجزة عن التعبير عن تجربتهم الشعورية العميقة، فلم يبق إلا الرمز ليعبر فيه الأديب عن مكنونات صدره. الانتشار ومواقع النفوذ:بدأت الرمزية في فرنسا حيث ولدت أكثر المذاهب الأدبية والفكرية، ثم انتشرت في أوروبا وأمريكا. ويكاد يكون هذا المذهب نتيجة من نتائج تمزق الإنسان الأوروبي وضياعه بسب طغيان النزعة المادية وغيبة الحقيقة، والتعلق بالعقل البشري وحده للوصل إليها، من خلال علوم توهم بالخلاص عند السير في دروب الجمال، ولا شك أن الرمزية ثمرة من ثمرات الفراغ الروحي والهروب من مواجهة المشكلات باستخدام الرمز في التعبير عنها.ويتضح مما سبق: أن الرمزية مذهب أدبي يتحلل من القيم الدينية، ويعبر عن التجارب الأدبية الفلسفية من خلال الرمز والتلميح، نأياً من عالم الواقع وجنوحاً إلى عالم الخيال، وبحثاً عن مثالية مجهولة تعوض الشباب عن غياب العقيدة الدينية، وذلك باستخدام الأساليب التعبيرية الجدية، والألفاظ الموحية، وتحرير الشعر من كافة قيود الوزن التقليدية.................................مراجع للتوسع:نحو مذهب إسلامي في الأدب والنقد، د. عبدالرحمن رأفت الباشا.مذاهب الأدب الغربي، د. عبد الباسط بدر. نشر دار الشعاع-الكويت.المذاهب الأدبية من الكلاسيكية إلى العبثية، د. نبيل راغب. الأدب الرمزي، تأليف هنري بير- ترجمة هنري زغيب.السريالية، إيف دوليس (سلسلة زدني علماً).الأدب المقارن، مايوس فرانسوا غويار (سلسلة زدني علماً).المعجم الأدبي، جبور عبدالنور –دار العلم للملايين- بيروت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق